قال فتح بن الحجاج: سمعت في دار الأمير أبي محمد عبد اللَّه بن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلًا فحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل قال: فحزروا، فبلغ ألف ألف وثمانين ألفا سوى من كان في السفن في الماء.
قال المروذي: لما أردت غسله جاء بنو هاشم فاجتمعوا في الدار خلقًا كثيرًا، فأدخلناه البيت وأرخينا الستر وجللته بثوب حتى فرغنا من أمره، ولم يحضره أحد من الغرباء ونحن نغسله. فلما فرغنا من غسله وأردنا أن نكفنه، غلبنا عليه بنو هاشم، وجعلوا يبكون عليه ويأتون بأولادهم فيبكونهم عليه ويقبلونه، فوضعناه على سريره وشددناه بالعمائم.
وأرسل ابن طاهر بأكفان فرددتها. وقال عمه للرسول: هو لم يدع غلامي يروحه. وقال له رجل: قد أوصى أن يكفن في ثيابه.
فكفناه فى ثوب كان له مَرَوي، أراد أن يقطعه فزدنا فيه وصيَّرناه ثلاث لفائف (١).
قال عبد الوهاب الورَّاق: ما بلغنا أن جمعًا كان في الجاهلية والإسلام مثله، حتى بلغنا أن الموضع مُسح وحُزر على التصحيح، فإذا هو نحو من ألف ألفٍ، وحزَرنا على السور نحوًا من ستين ألف امرأة.
(١) ذكر الذهبي في "السير" ١١/ ٣٤٢ نحوها من رواية صالح.