أي..ى له فضل على أي..انهم ... فإذا أشظ سجدان غير أوابي
تلقاه بعد ثلاث عشرة قائما ... فعل المؤذن شك يوم سحاب
وكأن هامة رأسه بطيخة ... حملت إلى ملك لدجلة جاب
وجاءه رجل، فسأله عن منزل رجل ذكره له. فجعل يفهمه ولا يفهم. فأخذ بشار بيده وقام يقوده إلى منزل الرجل، وهو يقول:
أعمى يقود بصيرا لا أبالكم ... قد ضل من كانت العميان تهديه
فلما وصل به إلى منزل الرجل، قال له: هذا منزله يا أعمى.
وعشق بشاراً امرأة مرة فكان ينفذ غلامه إليها، وهي تتمنع. فلما أضجرها، عرفت زوجها. فقال لها أجيبيه وعديه أن يجئ إلى هنا. ففعلت. وجاء بشار مع امرأة أنفذتها إليه. فدخل، وزوجها جالس وهو لا يعلم. فجعل بشار يحادثها ساعة. ثم قال، ما اسمك؟ قالت: أمامه. فقال:
أمامة قد وصفت لنا بحسن ... وإنا لا نراك فألمسينا
فأخذت يده ووضعتها على أي ... زوجها، وقد أنع ... ففزع ووثب. وقال:
على ألية ما دمت حياً ... أمسك طائعاً إلا بعود
ولا أهدي لأرض أنت فيها ... سلام الله إلا من بعيد
طلبت غنيمة فوضعت كفي ... على شيء اشد من الحديد
فخير منك من لا خير فيه ... وخير من زيارتكم قعودي
وقبض زوجها عليه، وقال: هممت أن أفضحك. فقال: قد كفاني، فديتك! ما فعلت. ولست عائداً إليها أبداً.
وكان بالبصرة رجل يقال له حمدان الخراط. فاتخذ جاماً لإنسان، وكان بشار عنده. فسأله بشار أن يتخذ له جاماً فيه صورة طير. فاتخذه له وجاءه به. فقال له: ما في هذا الجام؟ فقال: صورة طير يطير. فقال له: قد كان ينبغي أن تتخذ فوق هذا الطير طائراً من الجوارح كأنه يريد صيده فإنه كان أحسن. قال: لم أعلم. قال: بلى علمت. ولكن علمت أني أعمى. وتهدده بالهجاء. فقال له حمدان: لا تفعل تندم. قال: أو تهددني أيضاً؟ قال: نعم. قال: وأي شيء تستطيع أن تصنع بي؟ قال: أصورك على باب داري