يا واحد العصر ما قولي بمتهم ... ولا أحاشي امرأ بين الفريقين
هذي العلوم بدت من سيبويه كما ... قالوا وفيك انتهت يا ثاني اثنين
فدم لها وبودي لو أكون قدىً لما ينالك في الأيام من شين
يا سيبويه الورى في العصر لا عجب ... إذا الخليل غدا يفديك بالعين
يقبل الأرض وينهى ما هو عليه من الأشواق التي برحت بالمها، وأجرت الدموع دماً وهذا الطرس الأحمر يشهد بدمها، وأربت بسحها على السحائب، وأين دوام هذه من ديمها، وفرقت الأوصال على السقم لوجود عدمها.
فيا شوق ما أبقى ويالي من النوى ... ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما اصبا
ويذكر ولاءه الذي تسجع به في الروض الحمائم، ويسير تحت لوائه مسير الرياح بين الغمائم، وبناؤه الذي يتضوع كالزهر في الكمائم. ويتنسم تنسم هامات الربا إذا لبست من الربيع ملونات العمائم.
ويشهد الله على كل ما ... قد قلته والله نعم الشهيد
محمد بن يوسف: بن عبد الغني بن محمد بن ترشك بالتاء ثالثة الحروف والراء وشين معجمة وبعدها كاف. الشيخ الصالح الورع العالم الناسك تاج الدين المقرئ الصوفي الحنبلي البغداي. مولده ثالث عشر شهر رجب سنة ثمان وستين وستمائة ببغداد. حفظ القرآن المجيد في صباه بالروايات وأقرأه. وسمع الكثير من ابن حصين ومن في طبقته. وإجازاته عالية. وروى وحدث وسمع منه خلق ببغداد وبدمشق وبغيرهما من البلاد. وكان ذا سمت حسن وخلق طاهر ونقس عفيفة رضية وصوت مطرب إلى الغاية. قدم الشام مراراً وحدث وحج غير مرة، ثم عاد إلى بلده. توفي رحمه الله تعالى سنة خمسين وسبعمائة وقد أضر بأخرة.
محمود بن همام: بن محمود. عفيف الدين. أبو الثناء. الإمام الزاهد المحدث المقرئ الأنصاري الدمشقي الضرير. كان فقيهاً مدققاً حسن الأداء للإقراء. وكان يصوم الدهر ويلازم الجامع. ولا يكاد يخرج منه إلا بعد العشاء للفطر. وسمع من الخشوعي، وابن عساكر، وطبقتهم، وابن طبرزد. ولازم الحافظ عبد الغني كثيراً. وتوفي رحمه الله تعالى سنة إحدى وثلاثين وستمائة.