للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما جل ناري فيه من جلناره

فاستحسنه وجعل يعمل عليه. فقام موفق الدين، فقال له: ابن سنا الملك إلى أين؟ قال أقوم وإلا يطلع المقطوع من كيسي. وكان الوزير صفي الدين بن شكر قد توجه إلى مصر. فخرج أصحابه يتلقونه إلى الخشبي وهي المنزلة المعروفة المجاورة للعباسية. فكتب إليه الموفق المذكور يعتذر:

قالوا إلى الخشبي سرنا على عجل ... نلقى الوزير جميعاً من ذوي الرتب

ولم تسر أيها الأعمى فقلا لهم ... لم أخش من تعب ألقى ولا نصب

وإنما النار في قلبي لوحشته ... وكيف أجمع بين النار والخشب

وقد أكثر أهل عصره الهجو فيه. فقال فيه نشء الملك ابن المنجم:

قالوا يقود أبو العز قلت هذا عناد

أعمى يقود عهدي بكل أعمى يقاد

وكان الموفق يقرأ في مسجد كهف الدين طغان. فكتب ابن المنجم إليه:

يا كهف دين الله يأوي له ... فتية كهف قط لم يكفروا

لا تظلم إلا ستبطل في كفهم ... فهو بسب الناس مستهتر

ولا تقل دعه يكن كلبهم ... فكلب أهل الكهف لا يعقر

فطرده طغان من المسجد. فقال فيه ابن المنجم:

أبا العز قل لي ولا تجحد ... علام نفوك من المسجد

أحقاً رأوك على أربع ... وفي اس ... فيشله الأسود

لقد كذبوا وتجنوا عليك ... بما سوف يلقونه في غد

وحاشاك من سجدة للعبيد ... فأنت لربك لم تسجد

وقال فيه ايضاً:

قالوا هجاك أبو العز الضرير ولم ... تجبه إلا بتهديد وإنذار

فقلت لا تعجبوا فالخوف أقلقه ... العير يضرط والمكواة في النار

المظفر بن القاسم: بن المظفر بن علي بن الشهرزوري. أبو منصور بن أبي أحمد. ولد بإربل. ونشأ بالموصل. وقدم بغداد في صباه. وتفقه على أبي إسحاق

<<  <   >  >>