للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيرازي. وسمع منه ومن الشريف أبي نصر الزينبي، وأبي الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان، وغيرهم. وعاد إلى الموصل وولي قضاء سنجار. بعد علو سنه، وسكنها. وأضر في آخر عمره. وقدم بغداد سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وحدث بها. وسمع منه أبو سعد السمعاني وعبد الخالق بن عبد الوهاب الصابوني. وكان شيخاً فاضلاً صالحاً، كثير العبادة، مليح الشيبة. ولد سنة سبع وخمسين واربعمائة.

معاوية بن سفيان: أبو القاسم الأعمى. شاعر. رواية. أحد غلمان الكسائي. كان معلم أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب ونديمه. ثم إنه اتصل بالحسن بن سهل يؤدب ولده. فعتب عليه في شيء، فقال يهجوه:

لا تحمدن حسناً في الجود إن مطرت ... كفاه غزراً ولا تذممه إن رزما

فليس يمنع إبقاءً على نسب ... ولا يجود لفضل الحمد مغتنما

لكنها خطرات من وساوسه ... يعطي ويمنع لا بخلاً ولا كرما

ومن شعره:

أتدري من تلوم على المدام ... فتىً فيها أصم عن الكلام

فتىً لا يعرف النشوات إلا ... بكاسات وطاسات وجام

وكتب إلى الحسن بن سهل:

ما كان أقصر عمر فاكهةً ... جاءت إلينا ثم لم تعد

ولدت غداة السبت صالحةً ... فينا وماتت ليلة الأحد

معن بن أوس: المزني. شاعر مجيد مخضرمي الجاهلية والإسلام. كان له بنات وكان يكرمهن ويحسن إليهن. فولد لبعض عترته بنت فكرهها، فقال:

رأيت رجالاً يكرهون بناتهم ... فيهن لا تكذب نساء صوالح

وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ... نوادب لا يمللنه ونوائح

ومر عبيد الله بن العباس بمعن، وقد كف بصره، فقال: يا معن كيف حالك؟ فقال: ضعف بصري وكثر عيالي وغلبني الدين. فقال: وكم دينك؟ قال: عشرة آلاف درهم. فبعث بها إليه. فمر به من الغد، فقال: كيف أصبحت يا معن؟ فقال:

أخذت بعين المال حتى نهكته ... وبالدين حتى ما أكاد أدان

وحتى سألت القرض عند ذوي الغنى ... فرد فلان حاجتي وفلان

فقال له عبيد الله: الله المستعان. إنا بعثنا إليك بالأمس لقمةً. فمالكتها حتى انتزعت

<<  <   >  >>