للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنما آلى على نفسه ... أن لا يرى شملاً لاثنين

لم يكفه ما نال من مهجتي ... حتى أصاب العين بالعين

ومن شعره:

أللحمامة أم للبرق تكتئب ... لا بل لكل دعاك الشوق والطرب

إن أومض البرق أو غنت مطوقة ... قضيت من حق ضيف الحب ما يجب

والحب كالنار تمسى وهي ساكنة ... حتى تحركها ريح فتلتهب

أحمد بن مسعود: بن احمد بن ممدود بن برسق. الأديب الفاضل شهاب الدين أبو العباس الضرير السنهوري، بالسين المهملة والنون الساكنة والهاء المضمومة والواو الساكنة وبعدها راء. المعروف بالمادح: لأنه كان يكثر من مدائح النبي صلى الله عليه وسلم. اجتمعت به غير مرة بالقاهرة عند الصاحب أمين الدين، في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، وسمعت منه كثيراً من أمداحه النبوية. وكان حفظة. وله قدرة على النظم، ينظم القصيدة، وفي كل بيت حروف المعجم، وفي كل بيت طاء، وفي كل بيت ضاد، وهكذا من هذا اللزوم. وأخبرت عنه أنه كان أولاً كثير الأهاجي للناس، ثم إنه رفض ذلك ورجع إلى مدائح النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يكن ناضج العلم. وكان موجوداً في سنة ست وأربعين وسبعمائة بالديار المصرية. ومن شعره رحمه الله تعالى.

إن أنكرت مقلتاك سفك دمي ... من ورد خديك لي به شاهد

جرحه ناظري ويشهد لي ... أليس ظلماً تجريحي الشاهد

أطاعك الخافقان به بهما ... قلبي المعنى وقرطك المائد

قلت: وهو مأخوذ من قول ابن سنا الملك:

أما والله لوال خوف سخطك ... لهان علي ما القى برهطك

ملكت الخافقين فتهت عجباً ... وليس هما سوى قلبي وقرطك

ومن شعر ابن مسعود:

يا من له عندنا أياد ... تعجز عن شكرها الأيادي

<<  <   >  >>