أحمد بن يوسف: بن حسن بن رافع. الإمام العلامة الزاهد الكبير، موفق الدين أبو العباس الموصلي الكواشي. ولد بكواشة وهي قلعة من عمل الموصل، سنة تسعين أو إحدى وتسعين وخمسمائة. وتوف رحمه الله تعالى سنة ثمانين وستمائة. قرا القرآن على والده، واشتغل وبرع في القراآت والتفسير والعربية والفضائل. سمع من أبي الحسين بن روزبة. وقدم الشام وأخذ عن السخاوي وغيره. وحج وزار القدس وعاد إلى بلده وتعبد. وكان عديم المثل: زهد وصلاحاً وصدقاً وتبتلاً. وكان السلطان ومن دونه يزوره ولا يعبأ بهم، ولا يقوم لهم، ولا يقبل منهم شيئاً. وله كشف وكرامات. وأضر قبل موته نحو عشرين سنة. صنف التفسير الكبير والصغير وأرسل نسخة إلى مكة، وإلى المدينة نسخة، وإلى القدس نسخة. ولأهل الموصل فيه اعتقاد عظيم. وكان كثير الإنكار على بدر الدين صاحب الموصل وإذا شفع عنده، لا يرده.
قال الشيخ شمس الدين الذهبي: وكان شيخنا المقصاتي يطنب في وصفه، وقرأ عليه تفسيره فلما وصل إلى سورة الفجر منعه وقال: أنا أجيزه لك، ولا تقول أنا كملت الكتاب على المصنف. يعني أن للنفس في ذلك حظاً. وحدث عنه بالكتاب سنة اثنتي عشرة وسبعمائة والله تعالى أعلم.