للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَإِنَّمَا أَبْهَمْتُ (١) شُرُوطَ المُتَوَاتِرِ (٢) فِي الأَصْلِ؛ لِأَنَّهُ عَلَى هَذِهِ الكَيْفِيَّةِ لَيْسَ مِنْ مَبَاحِثِ عِلْمِ الإِسْنَادِ، إِذْ عِلْمُ الإِسْنَادِ يُبْحَثُ فِيهِ عَنْ صِحَّةِ الحَدِيثِ أَوْ ضَعْفِهِ - لِيُعْمَلَ بِهِ أَوْ يُتْرَكَ (٣) -؛ مِنْ حَيْثُ صِفَاتُ (٤) الرِّجَالِ، وَصِيَغُ (٥) الأَدَاءِ، وَالمُتَوَاتِرُ لَا يُبْحَثُ عَنْ رِجَالِهِ؛ بَلْ يَجِبُ العَمَلُ (٦) بِهِ مِنْ غَيْرِ بَحْثٍ (٧).

فَائِدَةٌ: ذَكَرَ ابْنُ الصَّلَاحِ (٨): أَنَّ مِثَالَ المُتَوَاتِرِ عَلَى التَّفْسِيرِ المُتَقَدِّمِ يَعِزُّ (٩) وُجُودُهُ، إِلَّا أَنْ يُدَّعَى ذَلِكَ فِي حَدِيثِ: «مَنْ كَذَبَ (١٠) عَلَيَّ» (١١).


(١) في ج، د، هـ، و: «أُبْهِمَت»، والمثبت من ب، ز، ك. قال القارِي رحمه الله في شرح شرح النُّخبة (ص ١٨٥): «وإنما أَبْهمتُ؛ أي: أنا».
(٢) في أ، ط، ي، ك: «التواتر».
(٣) في ل: «يَتْرُك» بالبناء للفاعل.
(٤) في هـ: «صفاتِ» بالجرِّ، والمثبت من د، ك.
(٥) في ج: «وصيغِ» بالجرِّ، والمثبت من ب، ك.
(٦) في هـ: «العلم».
(٧) في حاشية أ - بخطِّ المُصنِّف -: «ثم بلغ كذلك».
(٨) في مقدمته (ص ٢٦٩).
(٩) من عَزَّ يعِزُّ: إذا قلَّ حتى لا يكاد يوجد. تهذيب اللُّغة للأزهريِّ (١/ ٦٤).
(١٠) في د: «كذَّب» بتشديد الذّال.
(١١) هو حديث متواتر، رواه عدد كثير من الصحابة رضي الله عنهم، وقد جمع الطَّبرانيُّ جزءاً في طرقه من حديث ستين صحابيّاً، وقد أخرجه البخاري (١٠٦) ومسلم في المقدمة (١) من حديث علي، وأخرجاه أيضاً من حديث أنس برقم (١٠٨)، و (٢)، ومن حديث أبي هريرة برقم (١١٠) و (٣)، ومن حديث المغيرة بن شعبة برقم (١٢٩١)، و (٤)، وأخرجه البخاري وحده من حديث الزبير بن العوَّام (١٠٧)، ومن حديث سلمة بن الأكوع برقم (١٠٩)، ومن حديث عبد اللَّه بن عمرو برقم (٣٤٦١)، وأخرجه مسلم وحده من حديث أبي سعيد الخدري (٣٠٠٤)، رضي اللَّه عنهم أجمعين.

<<  <   >  >>