للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَعَلَى هَذَا؛ فَمَا قِيلَ فِيهِ: حَسَنٌ صَحِيحٌ؛ دُونَ مَا قِيلَ فِيهِ: صَحِيحٌ؛ لِأَنَّ الجَزْمَ أَقْوَى مِنَ التَّرَدُّدِ، وَهَذَا حَيْثُ التَّفَرُّدُ (١).

(وَإِلَّا) (٢) إِذَا (٣) لَمْ يَحْصُلِ التَّفَرُّدُ (٤)؛ (فَـ) إِطْلَاقُ الوَصْفَيْنِ مَعاً عَلَى الحَدِيثِ يَكُونُ (بِاعْتِبَارِ إِسْنَادَيْنِ) أَحَدُهُمَا صَحِيحٌ، وَالآخَرُ حَسَنٌ.

وَعَلَى هَذَا؛ فَمَا قِيلَ فِيهِ: «حَسَنٌ صَحِيحٌ»؛ فَوْقَ (٥) مَا قِيلَ فِيهِ: «صَحِيحٌ» فَقَطْ؛ إِذَا كَانَ فَرْداً (٦)؛ لِأَنَّ كَثْرَةَ الطُّرُقِ تُقَوِّي (٧).

فَإِنْ قِيلَ: قَدْ صَرَّحَ التِّرْمِذِيُّ (٨) بِأَنَّ شَرْطَ الحَسَنِ: أَنْ يُرْوَى مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ؛ فَكَيْفَ يَقُولُ فِي بَعْضِ الأَحَادِيثِ: «حَسَنٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ (٩) إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ» (١٠)؟!

[الحديث الحسن عند الترمذي]

فَالجَوَابُ: أَنَّ التِّرْمِذِيَّ لَمْ يُعَرِّفِ الحَسَنَ مُطْلَقاً، وَإِنَّمَا عَرَّفَ بِنَوْعٍ خَاصٍّ (١١) مِنْهُ وَقَعَ فِي كِتَابِهِ، وَهُوَ مَا يَقُولُ فِيهِ:


(١) في حاشية أ - بخطِّ المُصنِّف -: «ثم بلغ كذلك».
(٢) في أ، ب، ك زيادة: «أي».
(٣) في هـ: «إذ».
(٤) في أ: «التردد».
(٥) في ط: «دون».
(٦) في هـ: «مفرداً».
(٧) في حاشية و - بخطِّ المُصنِّف -: «ثم بلغ كذلك».
(٨) في جامعه - العلل - (٦/ ٤٨١).
(٩) في ط: «أعرفه».
(١٠) هذا الاعتراض ذكره الزَّرْكشيُّ في النُّكَت (١/ ٣٠٨).
(١١) في و، وحاشية ب: «نوعاً خاصاً».

<<  <   >  >>