بسم اللَّه الرحمن الرحيم
المُقَدِّمَةُ
الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمِين، والصّلاة والسّلام على نبِيِّنا محمّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعِين.
أمّا بعدُ:
فإِنّ دينَ اللَّهِ قائِمٌ على أصلينِ عظِيمينِ - الكِتابِ والسُّنّةِ -، وقد تكفّل اللّهُ بِحِفظِ كِتابِهِ العظِيمِ فقال: {إِنّا نحنُ نزّلنا الذِّكر وإِنّا لهُ لحافِظُون}، وحَفِظ أيضاً سُبحانهُ سُنّة نبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، فسخّر لها عُلماءَ أفذاذاً، وجهابِذةً حُفّاظاً، مِنهُم من مَيَّز صحِيحَها مِنْ سقِيمِها، وبيَّن عِلَلَ أسانِيدِها، ومِنهُم من جمع قواعِد عِلمِ مُصطلحِ الحدِيثِ ولخَّصَها، ومِن أُولئِك الأعلامِ: الحافِظُ أحمدُ بنُ علِيِّ ابنِ حجرٍ العسقلانيُّ رحمه الله، فصنّف كِتاباً لطيفاً جمع فِيهِ ما تفرَّق في كتُب مُصطلح الحدِيثِ، ولخّص فِيهِ عُلومَ من سبق، وزاد فِيهِ فرائِدَ وفوائِدَ؛ سمَّاهُ: «نُخبة الفِكرِ فِي مُصطلَحِ أهلِ الأثرِ»، ثُمَّ شرحَهُ شرحاً وافِياً، حلَّ رُمُوزَها، وفتح كُنُوزَها، ووضَّح خوافِيَها، فِي كِتابٍ سمَّاهُ: «نُزهة النَّظرِ فِي توضِيحِ نُخبةِ الفِكَرِ فِي مُصطلحِ أهلِ الأثرِ».
وتتجلّى أهمِّيّةُ هذا الشَّرحِ؛ فِي أنّ المُصنِّف أعلمُ مِنْ غيرِهِ بِمقاصِدِ معانِي «نُخبةِ الفِكرِ» وألفاظِها؛ لِذا قال رحمه الله: «فبالغتُ فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute