كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر - ت القاسم

كيف يعرف النسخ؟ - ص: 138

وَمِنْهَا: مَا يَجْزِمُ الصَّحَابِيُّ بِأَنَّهُ مُتَأَخِّرٌ؛ كَقَوْلِ جَابِرٍ: «كَانَ آخِرَ (١) الأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْكُ (٢) الوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ (٣) النَّارُ». أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٤).

وَمِنْهَا: مَا يُعْرَفُ بِالتَّارِيخِ؛ وَهُوَ كَثِيرٌ.

وَلَيْسَ مِنْهَا: مَا يَرْوِيهِ الصَّحَابِيُّ المُتَأَخِّرُ الإِسْلَامِ مُعَارِضاً لِمُتَقَدِّمٍ (٥) عَنْهُ؛ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ صَحَابِيٍّ آخَرَ أَقْدَمَ (٦) مِنَ المُتَقَدِّمِ المَذْكُورِ أَوْ مِثْلَهُ (٧) فَأَرْسَلَهُ.

لَكِنْ إِنْ وَقَعَ التَّصْرِيحُ بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَتَّجِهُ أَنْ يَكُونَ نَاسِخاً، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ لَمْ يَتَحَمَّلْ (٨) عَنِ (٩) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئاً قَبْلَ إِسْلَامِهِ.

---

(١) في ك، ل: «آخرُ» بالرّفع، والمثبت من ج، د. قال ابن رسلان رحمه الله في شرح سنن أبي داود (٢/ ٣٩): «(كان آخرَ) بنصب آخر … (تركُ) بالرفع اسم كان»، وقال القارِي رحمه الله في شرح شرح النُّخبة (ص ٣٨٠): «بالرَّفع على أنَّه اسم (كَانَ)، خبرُه: (آخِرُ الأَمْرَيْنِ)، أو بالعكس».
(٢) في ز: «تركَ» بالنصب، والمثبت من ج، د، م.
(٣) في و، ي: «مسته».
(٤) أخرجه أبو داود (١٩٢)، والنَّسائيُّ (١٨٥)، والتِّرمذيُّ بنحوه (٨٠)، وابن ماجه (٤٨٩).
(٥) في ط: «للمتقدم»، وفي م: «فمتقدم».
(٦) في ك: «أقدمِ» بالكسرة، وهو وهم.
(٧) في د، و: «مثلِه» بالجرِّ، والمثبت من ج. قال القارِي رحمه الله في شرح شرح النُّخبة (ص ٣٨١): «بالنَّصب».
(٨) في ط: تقديم «شيئاً» إلى هذا الموضع.
(٩) في د: «من».