للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيّء" (١)، والمراد بالمسلمين هنا الصحابة - رضي الله عنهم -، فالشريعة الإسلامية أفضل الشرائع وأكملها، ومحمد خير البشر، وأصحابه خير الناس، فهم المقارنون له - صلى الله عليه وسلم -، والقرين بالقرين يقتدي، والرافضة لا يرون هذا في الصحابة، ويلزمهم الطعن في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا غرابة فيمن كان قرينه عبدالله بن سبأ، وابو لؤلؤة المجوسي.

٣ - الطعن في الرب سبحانه وتعالى، وذلك على مراد الرافضة: لأن الله - عز وجل - أختار من الناس محمدا نبيا ورسولا، واختار من الناس أصحابا له وقرناء، وقد رماهم الرافضة بالردة، وجعلهم الله نقلة الشريعة، فكيف يسوغ هذا مع ما تعتقد الرافضة؟ ! ! ، هل يرضى الله لنبيه عبده ورسوله وخليله - صلى الله عليه وسلم - يرضى له أصحابا أشقيا، ويزيغ قلوبهم بعد جهادهم مع رسوله، وشهادته لهم في كتابه العزيز، وشهادة رسوله لهم فيما صح وثبت عنه، اللهم لا، وسبحانك هذا بهتان عظيم، تبوء به الرافضة بين يديك، أنت تحكم بين عبادك، وأنت أحكم الحاكمين.

٤ - إنه طعن في القرآن الموصوف من رب العزة والجلال بقوله: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (٢)، امتدح أصحاب رسول الله، وأنالهم من الفضل في الدنيا ولآخرة ما لم يحصل لأحد سواهم بعد الأنبياء والرسل، ولا ينكر هذا ويتأوله بالباطل والزور والبهتان على الله ورسوله إلا الرافضة.

٥ - إنه طعن في آل البيت جميعا؛ لأنهم أتباع رسول الله وصحابته دون استثناء، وبناء عليه إما أن يكونوا على خير كما يعتقد أهل السنة، وهو الموافق لما جاء في الكتاب والسنة، وإما على شر كما هو لازم اعتقاد الرافضة، وهو مذهب ابن سبأ وأتباعه.


(١) (هو من الموقوف الذي له حكم الرفع، وسنده حسن كما في المقاصد الحسنة: ٣٦٧.
(٢) (الآية (٤٢) من سورة فصلت.

<<  <   >  >>