للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالنجاة لا تكون إلا بالعمل بالكتاب والسنة، والتركيز على وحدة المعبود والمتبوع والمنهج.

إذًا من هي الفرقة الناجية؟ دعونا نحصر الأمر بين الفرقتين: السنة والشيعة، فيا ترى أهي السنة، أم هي الشيعة بفرقها، وبزعم أن الرافضة من فرق الشيعة، إن الحُكم الفصل لا يكون إلا بدراسة ما كان عليه الناس في عهد النبوة، وعهد الخلافة الراشدة، لكن يجب أن تكون الدراسة بصدق وأمانة وتجرد، فلا غش ولا كذب، ولا تأويل ولا تحريف، بل دراسة خالصة بغية الوصول إلى الحق، واعتماده بوضوح وجلاء، بغير هذا المنهج، ستكون محاولات التقريب المتناثرة هنا وهناك إضافة لآلاف الكتب المؤلفة في الخلاف بين السنة والشيعة، فلن تغير من الأمر شيئا لأنها لم تُرزق الإخلاص والتجرد، بل تزيد الطين بلة، فهلموا إلى كلمة سواء، نبحث عن الحق وحتما سنجده، ولنجعل الحَكَم بيننا عهد النبوة، والخلافة الراشدة، ونستوعب النصوص من الكتاب والسنة، بما تدل عليه بشفافية، وروح إسلامية، من غير غلو ولا تأويل ولا تحريف، فإذا لم يتم هذا فإن بقاء الصراع بين الفرقتين سيبقى حتى يحكم الله بين عباده، وهو أحكم الحاكمين.

[السنة والشيعة]

لم يعرف المسلمون هذه التسمية في عهد النبوة ولا عهد الخلافة الراشدة، وإن كان وجد شيء من الميل لعلي - رضي الله عنه - عند بعض المسلمين بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه ميل فطري وله ما يبرره، فإن محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي معلومة أسبابها فهو ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت لأبي طالب مناصرة لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - (١)، وعلي - رضي الله عنه - هو


(١) يكفي دليلا عليها قول أبي طالب في لاميته:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم ** ... فهم في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله يبزى محمد ** ... ولما نقاتل دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله ... ** ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل

"الاستذكار ٢/ ٤٣٣".

<<  <   >  >>