هم الذين لم يدركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأدركوا أصحابه - رضي الله عنهم -، وهم من يسمون بالتابعين، تلقفوا علم الكتاب والسنة عن أصحاب رسول الله - رضي الله عنهم -، حتى إن بعضهم رأى سبعين صحابيا، ومن أئمتهم سعيد بن جبير، والحسن البصري، وسعيد بن المسيب، والزهري، وغيرهم كثير رحمهم الله، كلهم التزم نهج الصحابة فيما نقلوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهكذا ورث علم الكتاب والسنة من كل خلف عدوله، فالصحابة كلهم عدول بتعديل الله ورسوله لهم، وبإجماع المسلمين إلا من شذ ممن لا خلاق لهم، وعن الصحابة ورثه العُدُول من التابعين رحمهم الله، وعنهم أتباع التابعين رحمهم الله، وهلم جرا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهم ينفون عنه تأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتحريف الغالين، تبقى الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، وهم على هذا النهج القويم، لا يضرهم من خالفهم، نصر من الله وفتح قريب.