للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأفاق فقال: "ضع رأسي بالأرض" فوضعت رأسه بالأرض فعفره بالتراب فقال: "ويل عمر وويل أمه إن لم يغفر الله له".

قال محمد بن عمرو: وأهل الشورى: علي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - (١).

وأخيرا تحققت الشهادة لعمر - رضي الله عنه - أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقدم بيان ذلك.

[في عهد عثمان - رضي الله عنه -]

كانت المؤشرات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عهد عثمان - رضي الله عنه - منذر بخطر، كما تقدم وقد نبتت في عهده - رضي الله عنه - الفتنة التي طار شررها شيئا فشيئا حتى عم الأمصار الإسلامية، وافترقت الأمة بسبب ذلك فرقا أصولها ثلاث وسبعون فرقة، وهي اليوم أكثر من ذلك، فأول ما ظهر وميض الفتنة في مجلس سعيد بن العاص والي عثمان على الكوفة، وذلك على أثر كلام دار في مجلسه، كان من الحاضرين فيه الأشتر، وابن ذي الحبكة، وابن الكواء، وغيرهم، وعدتهم بضعة عشر رجلا، تألبوا على عصبية أثاروا بذلك أقوالا على سعيد بن العاص، فكتب أشراف أهل الكوفة وصلحاؤهم إلى عثمان في إخراجهم فكتب: "إذا اجتمع ملؤكم على ذلك فألحقوهم بمعاوية" (٢).

وكتب عثمان إلى معاوية: "إن أهل الكوفة قد أخرجوا إليك نفرا خلقوا للفتنة، فارعهم وقم عليهم، فإن آنست منهم رشدا فأقبل منهم، وإن أعيوك فارددهم عليهم" (٣).

فلما قدموا على معاوية - رضي الله عنه - رحب بهم واحتفى بهم، وذكَّرهم فضل قريش في العرب، وقد بلغه أنهم ينقمون من قريش، فذكّرهم بالإسلام ووعظهم، فلم يرق لهم


(١) مصنف ابن أبي شيبة ٨/ ٥٨١ - ٥٨٢.
(٢) الفتنة ووقعة الجمل ١/ ٣٦.
(٣) الفتنة ووقعة الجمل ١/ ٣٧.

<<  <   >  >>