للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع هذا يخرج بعض المغرورين فيزعم أن من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر على التخيير، ويرى بهذا الفهم السقيم أنه جاء بالفتح في هذا العصر، نعم فتح باب الضلال للضعفاء من المسلمين.

[الركيزة الخامسة: حماية الركائز الأربع]

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لكل شيء حمى، وحمى الله محارمه» (١)، فكل شيء في هذه الحياة لابد له من قوة، تصونه وتحميه من العوادي، ومكاسب الأمة كلها تتلخص في وحدتها على الركائز الخمس التي قام عليها الإسلام، فلا بد لكل ركيزة منها من وجود حماية تصونها من العبث، والزيادة، والنقص، فالله - عز وجل - صان القرآن وهو الذكر من العبث، والزيادة، والنقص، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٢)، وقال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (٣)، ومن الباطل محاولة تحريفه لفظا أو معنى، وهذا ضمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكذلك السنة النبوية، توعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كذب عليه فقال: «من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار» (٤)، وكذلك من عمل عملا لا يوافق أمره، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا، فهو رد» (٥)، وهذا من حماية السنة، ومن ذلك جهود العلماء في نقد الأسانيد، والمتون، وقمع البدع، وبيان خطرها على الأمة، وقد بشرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن للعلم بالكتاب والسنة حُماته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال - صلى الله عليه وسلم -: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» (٦).


(١) مستخرج أبي عوانة حديث (٥٤٧٥).
(٢) الآية (٩) من سورة الحجر.
(٣) (الآية (٤٢) من سورة فصلت.
(٤) البخاري حديث (١٠٧).
(٥) البخاري حديث (٢٠).
(٦) ذم الكلام للهروي ٤/ ١٩٩.

<<  <   >  >>