للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التحالف الثلاثي]

إن اليهود والنصارى والذين أشركوا بكل طوائفهم، ضد الإسلام، ومرادنا بالإسلام ما جاء به رسول الله نبينا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، وهو ما قام الدليل على أنه من عند لله - عز وجل - إما بالكتاب العزيز، أو بالسنة النبوية الصحيحة، أو بهما معا، ولم يكن مرادنا الإسلام الصوري الذي يعيشه أكثر أفراد الأمة اليوم، إسلام فارق أهله الكتاب والسنة في كثير من أمور الاعتقاد، واشتغلوا بالبدع والإحداث في الدين، وصدق الإمام مالك بن أنس قال: "لو أن العبد ارتكب الكبائر بعد أن لا يشرك بالله شيئا ثم نجا من هذه الأهواء والبدع والتناول لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرجو أن يكون في أعلا درجة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وذلك أن كل كبيرة فيما بين العبد وبين الله - عز وجل - فهو منه على رجاء وكل هوى ليس منه على رجاء إنما يهوي بصاحبه في نار جهنم من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر" (١)، معرضين عن قول الله - عز وجل -: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (٢)، وعن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا، فهو رد» (٣)، وهم يجهلون أو يتجاهلون أنهم بهذا السلوك شايعوا التحالف الثلاثي، باتخاذهم علم الكلام منارا يسيرون عليه في تقرير كل ما يتعلق بالاعتقاد، وبنوا عليه أمورا ذات خطر عظيم في التوحيد، وجعلوا من طرق التصوف منهجا في السلوك يسيرون عليه في كثير من ممارساتهم التعبدية، فأحدثوا في الدين ما ليس منه، وأبدعوا في الابتداع، حتى خرج بعضهم من دين الله - عز وجل -، وأصبح زنديقا ملحدا، وقال بألوهية نفسه (٤)، وكم يَسعد التحالف الثلاثي بوجود مثل هؤلاء، ينتسبون إلى الإسلام، ويعبثون به، لأنهم في حقيقة الأمر ليسوا من أهله.


(١) ذم الكلام وأهله ٥/ ٧٦.
(٢) من الآية (٧) من سورة الحشر.
(٣) البخاري حديث (٢٠) ..
(٤) خذ مثلا: ابن عربي، وابن الفارض، والعفيف، وأمثالهم كثير.

<<  <   >  >>