للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الخلافة الراشدة]

الله أكبر، ماذا كان حال المسلمين في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من الوحدة والانجبار، ومن الذي لا يتمنى أن يكون رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو مرة واحدة؟ ! ! ، ومن الذي لا يتمنى اليوم أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نومه؟ ! إن عزاءنا في ذلك أن العاملين بالكتاب والسنة، هم الداعون إلى تلك الوحدة، وذلك الانجبار، وهم أمته وهم الغر المحجّلون على الحقيقة، وهو - صلى الله عليه وسلم - قائدهم، وهم الواردون حوضه، وما قال - صلى الله عليه وسلم -: ... «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبد حبشي، فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ» (١)، ما قال هذا - صلى الله عليه وسلم - إلا لأن الخلفاء هم الصفوة من الأصحاب، والأصحاب هم الصفوة من الناس، وأمته - صلى الله عليه وسلم - هي الصفوة من الأمم، إن من يجعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، في القدوة والعمل كغيرهم من الناس فقد ضل سواء السبيل، وهو ممن اتخذ إلهه هواه، وأضله الله على علم، إن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن نهج نهجهم إلى يوم الدين، هم الفرقة الناجية؛ لأنهم اتبعوا ولم يبتدعوا؛ لأنهم المحققون لقيود الكتاب والسنة، آمنوا بالكتاب والسنة جملة وتفصيلا، فطبقوا قول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (٢)، وكم يخافون من قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٣)، ويعملون بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (٤)، حياتهم دعوة وإصلاح وبناء عملا بقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ


(١) الترمذي، حديث (٢٦٧٦) وقال: حسن صحيح.
(٢) من الآية (٧) من سورة الحشر.
(٣) من الآية (٧) من سورة النور ..
(٤) الآية (٣٦) من سورة الأحزاب.

<<  <   >  >>