للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبوبكر قام فساره في أذنه بشيء، فجاء رسول الله فقعد ثم أقبل عَليَّ فقال: يا عثمان أجب الله إلى جنته، فإني رسول الله إليك والي خلقه، قال: فو الله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله (١).

[زواجه وهجرته - رضي الله عنه -]

زوّجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته: رقية، وهو بمكة، فهاجر بها إلى أرض الحبشة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنهما لأوّل من هاجر إلى الله، بعد: إبراهيم، ولوط، ثم هاجر إلى المدينة، فهو من المهاجرين الأوّلين - رضي الله عنهم -، له هجرتان: الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة، وزوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم كلثوم بالمدينة، بعد وفاة رقية رضي الله عنهما، ولما ماتت أم كلثوم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو كانت عندي ثالثة لزوجت عُثْمَان» (٢)، ولقب لذلك ذا النورين، وشهد له بالجنة، لما روى أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنه حرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في بئر أريس، فجاء أبو بكر وعمر وعثمان على الولا، وبعد الاستئذان لكل واحد منهم، أمر رسول الله أبا موسى أن يأذن له ويبشره بالجنة، وزاد في بشارة عثمان على بلوى تصيبه (٣)، وأخبر أنه شهيد، فقد صعد أحدا، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان - رضي الله عنهم -، فرجف بهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أثبت أحد فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان» (٤)، واستخلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة ذات الرقاع، وفي غزوته إلى غطفان (٥)، وقد ورد ما يفيد أن الله - عز وجل - غفر لعثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وذلك أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بألف دينار، حين جهز جيش العسرة، فنثرها في حجره، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها في حجره ويقول: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين» (٦)، وهو أحد


(١) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ٢/ ٥١٦، ٥١٧.
(٢) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ٤/ ٣٣٥.
(٣) البخاري حديث (٣٦٧٤).
(٤) البخاري حديث (٣٦٧٥).
(٥) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ٤/ ٣٣٥.
(٦) الترمذي حديث (٣٧٠١) ..

<<  <   >  >>