للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (١)، فوجب على كل إنسان أن يعلم أنه لا إله إلا الله، قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "إن ناسا يجادلونكم بشبه القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله " - عز وجل - (٢)، وأخشى أن يلتحق بركب الطبائعيين في زمننا المروجون لأفكار هدامة نسمعها اليوم هنا وهناك ولا رادع لها بزعم حرية الرأي، ولا أشك في أن أصحابها هم نابتة سوء في المجتمع المسلم.

[حماية الركيزة الثانية]

تصان هذه الركيزة بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، فلا يُعبد الله إلا بما شرع في كتابه وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (٣)، وتوعد من صرف العبادة لغيره تعالى فقال: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (٤)، وثبت في الحديث القدسي فيما يرويه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، عن ربه - عز وجل - أنه قال: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه» (٥)، والنصوص من الكتاب والسنة النبوية كثيرة في الدلالة على وجوب إفراد العبادة لله وحده لا شريك له، وهذا من أعظم ما يجب على المسلمين حمايته وصيانته من الدَّخَل، حتى في مجرد الألفاظ فما يوحي بالمشاركة مع الله - عز وجل - لا يجوز التلفظ به، هذا رسول الله يسمع رجلا يقول: ما شاء الله وشئت فينكر عليه ذلك ويقول: «أَمِثْلان؟ ! قل ما شاء الله ثم شئت» (٦)، وفي رواية


(١) الآيات (٦٠ - ٦٤) من سورة النمل.
(٢) الشريعة ١/ ٥٤.
(٣) الآية (٤٨) من سورة النساء.
(٤) من الآية (٧٢) من سورة المائدة.
(٥) مسلم حديث (٢٩٨٥).
(٦) معرفة السنن والآثار حديث (٦٤٩٨).

<<  <   >  >>