إن كنت تريد المسموع فقد خلق الله - عز وجل - الصوت المقطع وهو رسم القرآن.
فأما القرآن فهو فعل الله مثل العلم والحركة لا هو هو ولا غيره.
الفرقة الثانية: يزعمون أنه مخلوق محْدث لم يكن ثم كان كما، تزعم المعتزلة والخوارج، وهؤلاء قوم من المتأخرين منهم.
ومنهم أهل الغلو: ينكرون القيامة والآخرة ويقولون: ليس قيامة ولا آخرة، وإنما هي أرواح تتناسخ في الصور، فمن كان محسناً جوزي بأن ينقل روحه إلى جسد لا يلحقه فيه ضرر ولا ألم، ومن كان مسيئاً جوزي بأن ينقل روحه إلى أجساد يلحق الروح في كونه فيها الضرر والألم، وليس شيء غير ذلك، وأن الدنيا لا تزال أبداً هكذا.
واختلفت الروافض في القرآن هل زيد فيه أو نقص منه: وهم فرق:
منها من يزعم: أن القرآن قد نقص منه، وأما الزيادة فذلك غير جائز أن يكون قد كان، وكذلك لا يجوز أن يكون قد غير منه شيء عما كان عليه، فأما ذهاب كثير منه فقد ذهب كثير منه، والإمام يحيط علماً به، وهذا يخالف قوله تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(١).
ومنهم القائلون بالاعتزال والإمامة: يزعمون أن القرآن ما نقص منه ولا زيد فيه وأنه على ما أنزل الله تعالى على نبيه - صلى الله عليه وسلم - لم يغير ولم يبدل ولا زال عما كان عليه.
واختلفت الروافض في الأئمة هل يجوز أن يكونوا أفضل من الأنبياء:
منهم من يزعم أن الأئمة لا يكونون أفضل من الأنبياء، بل الأنبياء أفضل منهم، غير أن بعض هؤلاء جوزوا أن يكون الأئمة أفضل من الملائكة.
ومنهم من يزعم: أن الأئمة أفضل من الأنبياء والملائكة وأنه لا يكون أحد أفضل من الأئمة، وهذا قول طوائف منهم.
واختلفت الروافض في الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل يجوز عليه أن يعصي: