للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أنهم أكدوا استجابتهم عمليا، فكانوا مضرب الأمثال في الوفاء والتضحية في سبيل الله ورسوله، بالنفس والمال.

٤ - أن الله شهد لهم في كتابه العزيز بالصدق قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (١)، وهذا نص صريح في خروج المهاجرين - رضي الله عنهم - نصرة لله ورسوله، وفي صدقهم في ذلك، وأخبر تعالى بالرضا عنهم فيما صنعوا قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (٢)، ولذلك أمرنا الله أن نكون معهم، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (٣)، فقد شهد الله - عز وجل - بأنهم صدقوا في الإيمان والنصرة وهو الأمر الذي عاهدوا الله عليه، قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (٤)، وهذا عام في المهاجرين والأنصار، وكل من صدق ما عاهد الله عليه، وكذلك صرح الرب - عز وجل - بالرضى عنهم فيما صنعوا في بيعة الرضوان، لعلمه بما في قلوبهم من صدق الإيمان والنصرة، قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (٥)، وكان عدد الذين بايعوا أربعمائة وألف رجل، قال البراء - رضي الله عنه -: تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاها، فجلس على شفيرها ثم


(١) الآية (٨) من سورة الحشر.
(٢) الآية (١٠٠) من سورة التوبة.
(٣) الآية (١١٩) من سورة التوبة.
(٤) الآية (٢٣) من سورة الأحزاب.
(٥) الآية (١٨) من سورة الفتح ..

<<  <   >  >>