للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما جاء فيما يجب على المرء من ترك التكلف في دين الله]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك التكلف في دين الله بما تنكب عنه وأغضي عن إبدائه.

أخبرنا ابن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن الزهري قال: أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أعظم الناس في المسلمين جرماً من سأل عن مسألة لم تحرم، فحرم على المسلمين من أجل مسألته)].

قد جاء في القرآن النهي عن المسألة فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة:١٠١].

قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه الشافعي، وأخرجه أيضاً مسلم.

والحديث يحمل على أشياء تقدمت في هذه المسألة.

ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل في حجة الوداع قال: (إن الله كتب عليكم الحج فحجوا، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أكل عام؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو قلت: نعم لوجبت، ولو وجبت لما استطعتم).

فلا ينبغي مثل هذا السؤال، لكن كونه يسأل عن أشياء ليس فيها إشكال لا بأس.

إذاً: السؤال المقصود بالنهي عنه هو الذي فيه الحرج، والذي في التعنت، فمثل هذه الأسئلة ينبغي تركها والإعراض عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>