[ذكر الخبر الدال على نفي الاسم عن الشيء للنقص عن الكمال وإضافتها الاسم إلى الشيء للقرب من التمام]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ذكر الخبر الدال على صحة ما ذكرنا، أن معاني هذه الأخبار ما قلنا: إن العرب تنفي الاسم عن الشيء للنقص عن الكمال، وتضيف الاسم إلى الشيء للقرب من التمام.
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسلم بن إبراهيم عن هشام بن أبي عبد الله حدثنا حماد بن أبي سليمان عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال:(انطلق النبي صلى الله عليه وسلم نحو بقيع الغرقد، فانطلقت خلفه، فقال: يا أبا ذر! فقلت: لبيك ثم سعديك وأنا فداؤك، فقال: المكثرون هم المقلون يوم القيامة، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله، قالها ثلاثاً، ثم عرض لنا أحد، فقال: يا أبا ذر! ما يسرني أنه لآل محمد ذهباً يمسي معهم دينار أو مثقال، فقلت: الله ورسوله أعلم، ثم عرض لنا واد فاستبطنه النبي صلى الله عليه وسلم ونزل فيه، وجلست على شفيره، فظننت أن له حاجة، فأبطأ علي، وساء ظني، فسمعت مناجاة، فقال: ذلك جبريل يخبرني لأمتي من شهد منهم أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله دخل الجنة، فقلت: يا رسول الله! وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق)].
وهذا الحديث رواه الشيخان، وفيه دليل على أن من مات على التوحيد فإن مصيره إلى الجنة والسلامة، ولو فعل المعاصي والكبائر، وإذا مات على توحيد الخالق وتاب من الكبائر والصغائر دخل الجنة من أول وهلة، وإن مات على الزنا أو السرقة أو الخمر أو عقوق الوالدين، فإنه يستحق دخول النار، لكنه تحت مشيئته سبحانه، فقد يعفى عنه وقد يعذب، ولهذا قال:(من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة) وإن كان إيمانه ناقصاً.
قوله:(ذكر الخبر الدال على صحة ما ذكرنا أن معاني هذه الأخبار ما قلنا: إن العرب تنفي الاسم عن الشيء للنقص عن الكمال، وتضيف الاسم إلى الشيء للقرب من التمام).
شاهده أن هذا شهد أن لا إله إلا الله, وإن كان عنده نقص في الشهادة، فهو من أهل الإيمان.