قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فضل الإيمان: أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدثنا حفص بن عمر الحوضي قال: حدثنا محرر بن قعنب الباهلي قال: حدثنا رياح بن عبيدة عن ذكوان السمان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ناد في الناس من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، فخرج فلقيه عمر في الطريق، فقال: أين تريد؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، قال: ارجع، فأبيت، فلهزني لهزة في صدري ألمها -أي: آلمته وأوجعته- قال: فرجعت ولم أجد بداً، قال: يا رسول الله! بعثت هذا بكذا وكذا؟ قال: نعم، قال: يا رسول الله! إن الناس قد طمعوا وخشوا، فقال صلى الله عليه وسلم: اقعد)].
الحديث أصله في الصحيح:(أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه نعليه وقال: اذهب فمن وجدت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فبشره بالجنة, فلقيه عمر فسأله فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرني بذلك، فلهزه لهزة أوجعته -ضربه في صدره- فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجيش بالبكاء من عمر، فلحقه عمر فقال: يا رسول الله! أبعثت هذا بنعليك يقول كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: لا تفعل فيتكلوا، أو قال: فإذاً يتكلوا).
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم.
ومحرر بن قعنب وثقه أبو زرعة كما في الجرح والتعديل، وفي الحديث فضل التوحيد، ومن مات على التوحيد فهو من أهل الجنة عاجلاً أو آجلاً, لكن من مات على توحيد سالم من الشرك والبدع والكبائر دخل الجنة من أول وهلة، وإلا فهو على خطر إذا فعل الكبائر من غير توبة.