[ذكر البيان بأن قوله:(فقيل: هديت الفطرة) أراد به أن جبريل قال له ذلك]
قال رحمه الله تعالى: [ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم: (فقيل هديت الفطرة) أراد به: أن جبريل قال له ذلك: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول: (أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما، ثم أخذ اللبن فقال له جبريل عليه السلام: هديت الفطرة، ولو أخذت الخمر غوت أمتك)].
قال: إسناده صحيح.
أخرجه البخاري في باب الأشربة، باب قوله تعالى:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ}[المائدة:٩٠] والبيهقي في السنن عن أبي اليمان عن شعيب بن أبي حمزة، والنسائي في الأشربة باب منزلة الخمر، والبيهقي في دلائل النبوة].
وفيه أن اللبن دليل على الفطرة، والفطرة الإسلام، وفيه دليل على أن الإسلام دين الفطرة، ومن ولد على الفطرة وترك ونفسه من غير مؤثرات خارجية إلى الخير ولا إلى الشر فإنه يميل إلى الخير؛ ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ اللبن، فقيل له:(هديت إلى الفطرة).