قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر وصف نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليّ، فينفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشاتي الشديد البرد فينفصم عنه وإن جبينه لينفصد عرقاً)].
وهذا فيه أن الوحي أنواع: النوع الأول: يأتي على هيئة صوت الجرس، وهذا أشده على الرسول فينفصم عنه وقد وعى ما قال، والنوع الثاني: أنه يتمثل ملك له على هيئة رجل فيكلمه في صورة رجل، والنوع الثالث: أنه يلقي في روعه - أي: في قلبه-، ومن الأنواع أن يكلمه الله من وراء حجاب كما كلم موسى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}[الشورى:٥١] ومن الأنواع كذلك الرؤيا فإن رؤيا الأنبياء وحي.
قال في الحاشية:[إسناده صحيح على شرط الشيخين وأخرجه أحمد والبخاري والترمذي].