قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ذكر خبر آخر يصرح بصحة ما ذكرنا أن العرب تذكر في لغتها الشيء الواحد الذي هو من أجزاء شيء باسم ذلك الشيء نفسه.
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن الشريد بن سويد الثقفي قال:(قلت: يا رسول الله! إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة، وعندي جارية سوداء، قال: ادع بها، فجاءت، فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)].
هذا مثل حديث معاوية بن الحكم السلمي.
وهذا الحديث إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وأخرجه الطبراني والبيهقي وأحمد وأبو داود والنسائي.
وفيه بيان أن هذه الجارية عندها أصل الإسلام، فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربها وعن دينها وعن نبيها، وهذا أصل الإيمان، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(أعتقها فإنها مؤمنة)، وهي إنما نطقت بالشهادتين.
وهذا فيه الرد على المبتدعة الذين ينكرون العلو ويقولون: إنه ليس له مكان.