[ما جاء في الزجر عن تتبع المتشابه من القرآن للمرء المسلم]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ذكر الزجر عن تتبع المتشابه من القرآن للمرء المسلم.
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري حدثني ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ}[آل عمران:٧] إلى آخرها، فقال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاعلموا أنهم الذين عنى الله فاحذروهم)].
يعني: هؤلاء يتبعون المتشابه، قال:{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}[آل عمران:٧] والزيغ: هو ميل عن الشيء، ومنه زاغت الشمس: إذا مالت عن وسط السماء إلى الغروب، فالزيغ هو الميل عن الحق وعن الاستقامة، فالذي يصفه بأنه زائغ فهو من يتبع المتشابه.
قوله:(ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ) يعني: طلباً لفتنة الناس، والتلبيس عليهم في دينهم، وإفساداً فيما بينهم.
وأما الراسخون في العلم فيقولون: آمنا بالله، أما هؤلاء الزائغون فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم) يعني: الذين سمى الله في هذه الآية: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}[آل عمران:٧] وهذا فيه التحذير من اتباع المتشابه، وهي حقائق الأسماء والصفات، وحقائق ما يكون في اليوم الآخر، فلا يعلمها إلا الله.