للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيطان إلى الإعراض عن هدي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وأما كيفية الخلاص من الوسوسة في الصلاة:

فقد جاء عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيها ما رواه مسلم في "كتاب الطب" من صحيحه عن عُثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه-: أنه أتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي؟ فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ذاك شيطان يُقال له: خِنزَب، فإذا أحسست به فتعوذ بالله، واتفل عن يسارك ثلاثًا". قال: ففعلت ذلك، قال: فأذهبه الله عني. اهـ. مختصرًا.

(فتاوي الشيخ محمد بن إبراهيم ٢/ ١٩١ - ١٩٥).

[مخالفات تتعلق بالمساجد]

- اعتاد بعض الناس أن يشغل الوقت الذي بين الأذان والإقامة بالكلام مع الذي يجلس بجانبه فيضيع هذا الوقت الفاضل بالقيل والقال وكثرة السؤال في أمور الدنيا فيزعجون من يصلي ومن يقرأ ومن يسبح وهؤلاء آثمون بكلامهم لأنهم تسببوا في إشغال غيرهم وإذا كان الذي يجهر بقراءته للقرآن يأثم إذا تسبب في أذية غيره كإشغال المصلي عن صلاته، والقارئ عن قراءته، فكيف بمن أشغلهم بغير القرآن، لا شك أن الإثم في حقه أكبر.

وقد ورد في الحديث: "سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقًا حلقًا، إمامهم الدنيا، ففلا تُجالسوهم، فإنه ليس لله فيهم حاجة" (١).

قال ابن النحاس في أثناء ذكره لمخالفات المساجد.

ومها: جلوس الناس في المسجد لحديث الدنيا، وهو بدعة، إذ المساجد إنما بُنيت لذكر الله تعالى وللصلاة ولنشر العلم ونحو ذلك، وعلى هذين يتجمع السلف الصالح في المسجد لا في التحدث بما يتعلق بأحوال الدنيا (٢).

- ومما يتعلق بالمساجد أيضًا: ما يحدث من بعض الناس وهو أنهم يأخذون بعض ما في المسجد من المراوح المتنقلة، وكذا المكانس، وأحيانًا مكبرات الصوت لاستخدامها في أماكن أخرى كالمناسبات العامة.

قال الإمام ابن النحاس رحمه الله تعالى: "ومنها: عارية حصر المسجد وقناديله في الولائم والأفراح، وذلك لا يجوز" (٣).

- ومما يتعلق بالمساجد أيضًا: ما يلاحظ في بعضها من زراعة الأشجار.

قال الزركشي: "يكره غرس الشجر والنخل وحفر الآبار في المسجد لما فيه من التضييق على المصلين، ولأنه ليس من فعل السلف". اهـ مختصرًا (إعلام الساجد بأحكام المساجد ص ٣٤٢).

- في بعض البلاد تجري عادة في بعض المساجد في أيام الفطر وفي غيرها من أيام المناسبات الدينية وهي تزيين المساجد بأنواع مُختلفة من الكهرباء والزهور.


(١) السلسلة الصحيحة، حديث: (١١٦٣).
(٢) تنبيه الغافلين لابن النحاس (ص: ٢٦٧).
(٣) تنبيه الغافلين (ص: ٢٦٧).

<<  <   >  >>