للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يمنع من يمر بين يديه، لأمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذلك، وترك بعض الناس منع المار قد يكون عن جهل منهم بهذا، أو قد يكون عن تأويل حيث إنهم ظنوا أنهم لما أدركوا الجماعة صاروا بعد انفرادهم عن الإمام بحكم الذين خلف الإمام، لكن لا بد من منع المسبوق من يمرون بين يديه إذا قام لقضاء ما فاته.

كتاب الدعوة (٥)، ابن عثيمين (٢/ ٩٢)

[الإمام حسن الصوت ينشط المصلين]

السؤال: نشرف على عدد كبير من الطلبة في مقر سكنهم، وقد عملنا لهم برنامجًا خاصًا بالتوعية يتضمن دعوة أحد أئمة المساجد في البلد ممن عرفوا بحسن الصوت ليصلي بهم الفجر، حرصًا على التأثير فيهم بالقرآن، علمًا بأن إمام المسجد الراتب موافق على هذا العمل، فما الحكم الشرعي في ذلك؟

الجواب: الذي أرى أنه لا بأس في ذلك ولا حرج فيه، لأن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استمع إلى قراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأعجبته وقال له: "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود، قال: أو سمعت ذلك يا رسول الله؛ قال: "نعم قال: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرًا" (١).

فإذا كان هذا الإمام حسن الصوت مجيدًا للقراءة، ويحصل به تنشيط لهولاء الطلبة فإنه لا بأس بذلك، لا سيما وأن الإمام الراتب قد أذن بذلك، والإمام الراتب يشكر على إذنه بهذا مراعاة للمصلحة.

كتاب الدعوة (٥)، ابن عثيمين (٢/ ١٠٧، ١٠٨)

[إمام لا يجيد قراءة القرآن]

السؤال: هل صحيح أنه إذا صلى بالناس من لا يجيد قراءة القرآن مع وجود من هو أحفظ منه فصلاتهم باطلة؟

الجواب: لا بد أن نعرف ما معنى قوله: لا يجيد قراءة القرآن، إن كان المعني أنه لا يجيدها على وجه جيد فالصلاة صحيحة.

أما إذا كان لا يجيد القراءة ويلحن لحنًا يغير المعنى، ولا يقيم الكلمات، فنعم لا تصح الصلاة خلفه مع وجود قارئ مجيد للقرآن.

كتاب الدعوة (٥)، ابن عثيمين (٢/ ١٠٨)

[حكم إمامة المرأة للنساء]

السؤال: ما حكم إمامة المرأة للنساء وأين يكون موقفها؟

الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: اختلف العلماء -رحمهم الله- في إمامة المرأة بالنساء:

فذهب طائفة من العلماء إلى عدم جواز إمامة المرأة للنساء كما هو مذهب الحنفية، والمالكية -رحمهم الله-. وذهبت طائفة إلى جوازها وصحتها كما هو مذهب الشافعية، والحنابلة، والظاهرية، وطائفة من أهل الحديث -رحمة الله عليهم-، والصحيح مذهب من قال بجوازها.

والدليل على ذلك: أن أم ورقة الأنصارية -رضي الله عنها-امرأة كانت من فاضلات الصحابة وكان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يكرمها ويحبها ويجلها- جاءت إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسألته أن تخرج إلى الغزو فقال لها:

"اجلسي في بيتك" فقالت: إني أريد الشهادة فقال لها: "أنت شهيدة" فسألته أن تؤم أهل دارها فأذن لها النبي أن تؤم أهل دارها، والحديث في سنن أبي داود (٢) ومسند الإمام أحمد (٣) وسنده صحيح، وصدقت


(١) أخرجه مسلم مختصر في صلاة المسافرين (٧٩٣).
(٢) أخرجه برقم (٥٩١).
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٦/ ٤٠٥).

<<  <   >  >>