[الصلاة أمام المدفأة]
السؤال: ما حكم الصلاة أمام المدفأة؟.
الجواب: هذه الآلة تستعمل لتدفئة الجو البارد، وتجعل في المنازل والمساجد، وأرى صحة الصلاة أمامها، فليست بالنار المشتعلة التي يعبدها المجوس، وإنما هي آلة تتوقد بالكهرباء أو الغاز ونحوه، وليس فيها الاشتعال المعروف.
اللؤلؤ المكين: ابن جبرين، ص ١٠٣.
[معيار الإطالة والتخفيف في الصلاة .. السنة وليس الأهواء]
السؤال: شكا لي بعض المأمومين من أنني أطيل الوقوف بعد الرفع من الركوع؛ لأنني أقرأ الذكر الوارد كله بعد الرفع من الركوع .. ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه .. إلخ فهل هناك دعاء مختصر يقرأ بعد الرفع من الركوع حتى لا نشق على الناس .. ؟
الجواب: الواجب على الإمام وكل من أقيم على عمل من الأعمال أن يراعي جانب السنة فيه، وألا يخضع لأحد لمخالفة السنة، ولا بأس إذا دعت الضرورة والحاجة أحيانًا أن يخفف كما كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يفعل ذلك، أما في الأحوال الدائمة المستمرة فلزوم السنة هو مقتضى الإمامة. فكن ملازمًا لفعل السنة، وأخبر الناس أنهم إذا صبروا على هذا نالوا ثواب الصابرين على طاعة الله، ولو ترك التخفيف وعدمه إلى أهواء الناس لتفرقت الأمة شيعًا، ولكان الوسط عند قوم تطويلًا عند آخرين، فعليك بما جاء في السنة وهي معروفة ولله الحمد.
ولهذا أنصح كل إمام يتولى إمامة المسلمين في المساجد أن يحرص على قراءة ما كتبه العلماء في صفة صلاة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثل كتاب الصلاة لابن القيم وهو كتاب معروف، وكذلك ما ذكره رحمه الله في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد.
كتاب الدعوة (٥)، ابن عثيمين (٢/ ٩٠، ٩١)
السؤال: نحن جماعة المسجد الكبير بجامعة الملك سعود، وجميعنا تقريبًا من الطلاب ونمر بظروف متقاربة من الدراسة والاختبارات، كثيرًا ما نختلف مع إمام الجامع في قضية إطالته القراءة في الصلاة وتخفيفها، فهل أمر التخفيف الذي دعت إليه السنة أمر نسبي، وما المقدار المناسب قراءته في كل صلاة، وبالأخص الصلوات الجهرية؟
الجواب: نعم التخفيف أمر نسبي، بالنظر إلى صلاة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقراءة غيره، وما أرشد إليه في القراءة، وسبب النهي عن الإطالة قصة معاذ الذي كان يصلي مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العشاء، وقد يؤخرون العشاء إلى نحو ثلاث ساعات أو ساعتين بعد الغروب، ثم يذهب إلى قومه في العوالى، ولا يصلي بهم إلا بعد ساعة.
ثم أولئك الذين يجتمعون ويصلون معه غالبهم أهل عمل، في حروثهم وأشجارهم، ومن المعلوم أنهم يكونون قد تعبوا وسئموا طوال نهارهم، وكلت أبدانهم، فمن المشقة الإطالة عليهم، فمعاذ كان يطيل عليهم حتى إنه قرأ مرة سورة البقرة، فهم الذين رفعوا الأمر إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونهاه، وأمره أن يرفق بهم، وأن يقرأ بهم من أواسط المفصل إذا السماء انشقت وإذا السماء انفطرت وإذا الشمس كورت والسماء ذات البروج وسبح اسم ربك الأعلى (١) وما أشبهها، فكل ذلك مما لا حرج فيه لهذه المناسبة.
أما التخفيف الزائد فإن ذلك من الخطأ، ولا دلالة في الحديث عليه، والدليل أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يطيل كما
(١) أخرجه البخاري في الأذان (٧٠٠، ٧٠١)، وانظر رقم (٧٠٥، ٧١١، ٦١٠٦). ومسلم في الصلاة (٤٦٥).