للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرابع: ما يحبد من دون الله، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ) وقال: (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ) وسماه باطلا، لأنه لا حجة لأهله يثبتون عبادتهم إياه بها.

والخامس: الظلم، قال: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ) أي: بالظلم. وبطلان الشيء: ذهابه، فسمي الظلم باطلا، لأن الله حكم فيه بأن يبطل ولا يثبت.

والمعنى على ما قال الحسن: هو أن يكون للرجل على صاحبه حق فإذا طالبه دعاه إلى الحاكم، فيحلف له، ويبطل حقه، والحاكم يحكم على الظاهر. وأصل الإدلاء: إلقاه الدلو في البئر. ويقال: أدليت الدلو، إذ أنزلتها في البئر، وفي القرآن: (فَأَدْلَى دَلْوَهُ) ثم صار كل إلقاء إدلاء، يقال: أدلى فلان حجته، إذا أرسلها على صحة، ودلوت الدلو، إذا أخرجتها من البئر، ومنه دلى فلان على فلان، إذا توسل به، قال الشاعر:

فقد جعلت إِذا مَا حَاجَتي نزلت ... بِبَاب دَارك أدلوها بِأَقْوَام

<<  <   >  >>