أصله الترك، وسمي خلاف الذكر نسيانا؛ لأن الناسي للشيء تارك له، قال الله تعالى:(وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا) أي: مغفولا عني متروكا، والنسيان الذي هو خلاف الذكر يفعله الله في الإنسان عند اشتغاله عن حاجته، وصرف الاهتمام عنها، ونسبه الله إلى الشيطان في قوله تعالى.: (وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) لأنه كان نسيها عند وسوسته إياه.
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: الترك، قال الله:(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) ولم يذكر أنه نسي نهي الله إياه. عن أكل الشجرة؛ لأنه لو كان كذلك، لم يكن له ذنب ولا عليه إثم، وإنما المعنى أنه أكل من مثل الشجرة التى نهي عنها، وظن أن النهي مقصور عليها، وترك الدليل الذي لو اعتمد لدله على أن النهي عام في جميع الجنس فصار ذنبه ترك الدليل، ومثله،: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) أي: استعملوه. ولا تتركوه، وقال:(نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) أي: تركوا طاعته فصارت عليهم بمنزلة المنسي فتركهم من رحمته.