أصله الظهور، ومنه عرضت عليه الشيء؛ إذا أظهرته له، والمعرض ما تعرض فيه الجارية؛ أي: تظهر، ولفلان عارضة جيدة، والعراضة: العطية ترجع إلى ذلك، وأعرض الرجل عن الرجل: ولاه عرضه؛ أي؛ جانبه وأعرض له أمكنة من عرضه، والعرض خلاف الطول، وإذا استعمل العرض فيما لا يكون عريضا على الحقيقة؛ فإنما يراد به التمام، مثل قول الشاعر:
فِي المَجدِ صَارَ إِلَيكَ العَرضُ وَالطولُ
أي صار إليك المجد بتمامه، وقوله:(فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ). أي: تام، والعرض: ما يظهر من منافع الدنيا، والعرض ما يحل في الجسم ولا يقوم بنفسه وليس له بقاء الجواهر.
واشتق له هذا الاسم من عارض السحاب وهو جسم؛ فسموا به ما ليس بجسم لما اجتمعا في قلة اللبث، ومثال هذه التسمية تسمية الملك ملكا، وإن لم يكن رسولا على أن أصله هذا الاسم من الألوكة؛ وهي الرسالة، ولو كان العرض عرضا لأنه ليس بجسم وَلا جوهر لكان الله عرضا؛ لأنه ليس بجسم ولا جوهر، وقولهم: عرض في كلامه، معناه أنه ذهب فيه عرضا ولم يستقم فيه، والتعريض: هو ترك الإفصاح، يقال: عرض في الجبل إذا أخذ يمينا وشمالا ولم يستقم في مصعده.
والعرض في القرآن على خمسة أوجه:
الأول: بمعنى الكثرة؛ قال تعالى:(فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ) أي: كثير:، ولم يقل: طويل؛ لأن العرض أدل على الطول والتمام.