إذا أدخلتها على نكرة رفعتها ونونتها ونصبتها بلا تنوين تقول: لا رجل في الدار فإن نعت النكرة لا رجل ظريف نصب بلا تنوين، ويجوز أن يقال: لا رجلا ظريفا، وإن شئت قلت: لا رجل ظريف والرفع مع التنوين لا غير فإن دخلت على الاسم المعرفه لم يكن فيه إلا الرفع، تقول: لا زيد في الدار ولا عمرو، فإن عطف بلا على اسم قد تقدمه لا كان ذلك على خمسة أوجه كقولك: لا رجل في الدار ولا امرأة، نصب بغير تنوين ولا رجل في الدار ولا امرأة ترفعهما جميعا، ورفع الأول ونصب الثاني لا رجل ولا امرأة، ونصب الأول بغير تنوين ونصب الثاني بتنوين لا رجل في الدار ولا امرأة.
ولا في القرآن على وجهين:
الأول: مجيئه بمعنى لم، قال:(فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى) أي: لم يصدق ولم يصل، وقال:(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) أي: لم يقتحم، وقال قائل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: " أرأيت من لا شرب ولا أكل، وقال الراجز:
وَأي فِعلٍ سَيئٍ لا فَعَلَه
أي لم يفعله، والأصْل في هذا أن الأحرف تنفي الماضي كما تنفي المستقبل، إذا قلت: لا أقوم ولا أذهب.
الثاني: مجيئه على الأصْل، قال الله:(فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ) وأما قول من قال: إن لا تجيء زائدة في مثل قوله: (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا