للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباب الثاني عشر

فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله سين

[سواء]

أصل السواء من التماثل، ومنه قيل للمثل الشيء، وهما [سيان] أي: مثلان، وسواء لا يجمع؛ لأنه في مذهب الفعل فإن احتجت إلى جمعه قلت: أسوئة، وقال بعضهم: جمع سواسية على غير قياس، وهو غلط لأن سواء يستعمل في الخير والشر، وسواسية لا يستعمل إلا في الشر، وهذا دليل على أنه حرف برأسيه، وهو جمع لا واحد له من لفظه.

وسواء في القرآن على خمسة أوجه:

الأول: العدل، مال اللَّه: (إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) أي: عدل، وهو قوله: (لا إِلَهَ إِلا الله) وقوله: (سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) أي: عدل لمن يطلب الرزق.

ومعنى ذلك أنه خلق الأرض والماء وجعل فيهما قوت الخلق بالعدل، لأنه رزق كلا منهم على قدر ما علم أنه صلاح له، وقيل: (سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) أي: لمن سأل في كم خلقت الأرض، وما فيها؟، فقيل خلقت الأرض في أربعة أيام سواء لا زيادة ولا نقصان جوابا لمن سأل

<<  <   >  >>