للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباب التاسع

فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله ذال

[الذكر]

أصل الذكر القوة ومنه تسمية الذكر خلاف الأنثى؛ لأنه أقوى من الأنثى وجديد ذكر لفضل قوته على الأنوثة، والذكر بالقلب يرجع إلى هنا؛ لأن الشيء يثبت في القلب مع الذكر، فكان له قوة، والذكر باللسان شبيه بذلك.

وهو فى القرآن على خمسة عشر وجها:

الأول: الطاعة، قال اللَّه: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) قال بعض المفسرين معناه أطيعوني أثبكم، ويجوز أن يكون معناه اذكروني بقلوبكم وألسنتكم، أذكركم بالمدح والتعظيم [وإيجاب الثواب] (١)، وهو جواب لقوله: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ): (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) فيكون لـ (اذْكُرُونِي) جوابان مقدم ومؤخر، كما يقال: إذا أتاك فلان فأته ترضه، ومعناه مثل معنى قوله: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وقيل: اذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي، وقيل: اذكروني بالثناء بنعمتي أذكركم بالثناء أي الطاعة،، وأكثر ما يستعمل الذكر بعد النسيان، وهذا حقيقة، وليس ذلك بموجب [ألَّا] يكون إلا بعد النسيان إذ


(١) دسيسة اعتزالية. فتنبه. ومن أصول أهل السنة أن الله تعالى لا يجب عليه شيء و (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) والمسئولية في قول تعالى (كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا) مسئولية إنعام لا إيجاب. والله أعلم.
اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية)

<<  <   >  >>