أصل - الوفاء: التمام وشيء واف: تام، وقوله تعالى:(وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) أي.: قوموا بأوامري على التمام أعطكم جزاء أعمالكم على التمام.
وتوفيت حقي، واستوفيته، إذا أخذته بتمامه، ومعنى توفي الله الأنفس: قبضها عند تمام آجالها، وقد وفيت الرجل حقه، وأوفيت له، إذا تممت عهده، وخلافه: الغدر، وهو أن تترك الوفاء به، وأصل الغدر: الترك، يقال: غادر الشيء، وأغدره، إذا تركه.
والتوفي في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: الإنامة، قال اللَّه تعالى:(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ) كأنَّه يقبض العقل والذهن الذي تميز به الأشياء.
الثاني: قوله تعالى: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) وروي عن الحسن؛ أنه قال: التوفي هاهنا: رفعه إلى السماء.
ومثله قوله:(إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) أي: آخذك من بين بني إسرائيل، ورافعك إلى السماء حيث لا ينفذ إلا حكمي، ولا يريد أن اللَّه في السماء، وشبه رفعه إلى السماء بالموت؛ لأنه يفقد عند الرفع [كما] يفقد عند الموت، وقيل: الرفع هنا رفع المنزلة.
الثالث: قبض الرُّوح، قال الله تعالى:(فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) وقال:. (يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) وقال: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ) يعني: أنهم يقبضون أرواحهم.