أصله النقصان، ومنه قيل للتاجر: إذا وضع أنه خسر ثم كثر حتى، قيل لكل من سعى في شيء فأداه إلى مكروه خاسر، وقيل: الخسران الضلال.
وهو في القرآن على أربعة أوجه: الأول: بمعنى العجز، قال الله:(لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ) أي: عجزه، ومثله قوله:(وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ) وقال: (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ).
الثاني: بمعنى الغبن، قال:(إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) أي: غبنوا فصاروا إلى النار، وأصل الخسران ذهاب رأس المال، فلما كانت النفس بمنزلة رأس المال وما يستفيده بعد ذلك بمنزلة الربح، قال للهالك الذي خسر نفسه؛ لأنه بمنزلة من ذهب منه رأس المال.
الثالث: الضلال، قال:(فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) أي: ضل ضلالا بينا، ويجوز أن يكون بمعنى الحرمان، أي: حرم الثواب كما إذا حرم الربح، فقد خسر، وقال:(إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) أي: في ضلال.
الرابع: النقصان، قال:(وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ) أي: الناقصين في الكيل والوزن، وقال جرير:
إنَّ سَليطاً في الخسار إنَّهْ ... أولادُ قومٍ خُلِقوا أَقِنَّهْ