أصل الحشر الجمع مع السوق، قال الله تعالى:(وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) أي: رجالا يجمعون السحرة إليك، ويقال: حشرت القوم إذا جمعتهم وسقتهم، ويجوز أن يكون أصله من الخفة كأن الذي تحشره يخف لك، ولهذا قيل: إذن حشرة، أي: حقيقة، وسهم حشرات خفيف، وحشرات الأرض صغار دوابها، وناقة حشور ملززة الحلق، وقيل: المنتفخة الجنين العظيمة البطن كأنها من الأضداد.
وفسر الحشر في القرآن على وجهين:
الأول: الجمع، قال الله تعالى:(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا) أي: نجمعهم، قال:(وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) ومثله: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) أي: جمعت، وقوله:(وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ)، وقال:(احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ) ولا يكون هذا بمعنى السوق، لأنه يقال:(وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)