أصل الرقبة الانتظار، وسميت الرقبة رقبة، لأنك تمدها إذا انتظرت توقفا للمنتظر، والرقبى أن تعطي الرجل دارا أو أرضا، فإن مات قبلك رجعت إليك، وإن مت قبله كانت له، وسميت رقبى؛ لأن كل واحدا منهما يرقب موت صاحبه، والمرقب [المرْبَأ].
والرقيب الذي يشرف على أصحاب الميسر، والارتقاب انتظار مع مخافة، ولهذا يقال: فلان يراقب فلانا، أي: يخافه، وراقب اللَّه، أي: خفه، ولهذا كان أكثر ما يستعمل الارتقاب في المكروه، ومنه قوله تعالى:(وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) والرقيب في أسماء الله تعالى الحفيظ.
وهو في القرآن على وجهين:
الأول: الحفيظ، قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) أي: هو حافظ لأعمالكم، وفي ذلك ترغيب وترهيب، وإخبار بأن الجزاء من وراء العباد، وقوله:(كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ).
الثاني:. بمعنى الانتظار، قال:(وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وقال: (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) أي: انتظر ما يكون من نصرنا إياك، أنهم مننظرون ما يكون من مثل ذلك لهم