الثاني: الانتهاء، قال اللَّه تعالى:(إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ) وقال: (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) أي: انتهوا، ويجوز أن يكون أراد الميل في الوجهين،: (آوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ) أملناهما،: (إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ) ملنا،: (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) مالوا. والمعين: الماء الطاهر التي تناله العين وهو من قولك: عنته إذا أبصرته واختار لهم الربوة؛ لأنها أبعد من اللثق وما يكون فيها من الماء والخضرة فهو أحسن والعرب تقول: أحسن من رياض الحزن، قال الأعشى:
ما رَوْضَةٌ مِنْ رياض الحَزْنِ مُعْشِبَةٌ ... خضراءُ جادَ عليها مُسْبِلٌ هَطِلُ