أصل النشوز الارتفاع، والنشز الأرض المرتفع، وقرئ:(وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا) أي: ترفع بعضها على بعض حتى تستوي القامة، فكأن المرأة إذا نشزت عن زوجها كأنها ارتفعت عنه، فلم ينلها الزوج.
والنشوز في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: نشوز المرأة على زوجها، وهو عصيانها له، قال:(وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ) وقد تكلمنا في هذه الآية.
الثاني: الأثرة، قال اللَّه:(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا) وهو أن يؤثر عليها غيرها من نسائه يقول: لا إثم عليها أن يتصالحا على أمر يتفقان عليه مثل أن يصطلحا على إيثار غيرها عليه ولا يفترقا: (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ) أي: المرأة تشح على نصيبها من زوجها، ويشح الزوج بنصيبه من الأخرى.
قال أبو علي - رحمه الله -: الصلح أن تدفع المرأة إلى زوجها شيئا ترضيه به وله أن يأخذ ذلك إذا لم يكن في الأصل ظالما لها.
وقال غيره: أراد الاصطلاح على مال يدفعه الرجل إلى امرأته الكبيرة ليترك حظها منه للشابة.
وقال غيره: أراد النشوز إذا وقع من الرجل استكثارا للصداق فلا جناح عليهما أن يصطلحا على بعضه، وقيل: هي المرأة يكرهها الرجل فتقول: لا تطلقني وأنت في حِلٍّ من أمري.