ْأصل العدل؛ الاستقامة، عدل الرجل إذا استقام حكمه ولم يمل، وقيل: العدلان لأن كل واحد منهما يستقيم بالآخر، والعدل المثل، كأن المثلين يستقيمان في الشبه أو الصفة، والعدل لا يستعمل إلا في المدح؛ لأن رجلا لو سوى بين رجلين في الظلم، لم يقال: إنه عدل أو هو عادل، وإذا قسم رئيس القوم السرقة بينهم بالتسوبة لم يقل إنه عدل؛ وسُمِّي اللَّه عدلا من أجل أن أفعاله تقع على طريقة مستقيمة، والعدل: الفدية يرجع إلى هذا.
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: المثل؛ قال الله:(أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا) أي: مثله، قالوا: والعدل أيضا المثل، ويجوز أن يكون سمي الحدلان عدلين؛ لأنهما مثلان، والعدل والعدل: المثل من الجنس، ومن غير الجنس، كما أن المثل هو من الجنس وغير الجنس وليس العديل مثل ذلك؛ لأن العدل أعم من العديل، وما كان أعم فإنه أخص بالنكرة فهو للجنس وغير الجنس، تقول: عمرو عدل زيد وعديله، وعمرو عدل الأسد، ولا يقال: عديل الأسد.
الثاني: الفدية؛ قال الله:(وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ) أي: فدية؛ وهو ما يكون بدل الشيء.
الثالث: خلاف الجور؛ قال اللَّه:(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ) والإحسان داخل في العدل، والعدل داخل في الإحسان، ومع هذا فإن