أصله التغطية، ويقال: لليل كافر؛ لأنه يغطي كل شيء بظلمته، وكفر الغمام النجوم سترها، [والكافر الذي لبِس فوق درعه ثوبا]، والزارع كافر؛ لأنه يغيب البذر في الأرض، وكفر النعمة إذا لم يشكرها كأنَّه سترها، ويقال: لوعاء كل ثمرة كافور، لأنه يغطيها، ويقال للطلع [الكافور]؛ لأنه في غطاء، ويكفر الذنوب يسترها كالغفران، ومعنى ذلك أن الله لا يفضح أصحابها بها.
والكفر في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: الجحد، قال:(الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ) أي: يجحدونها، والجحد لا يكون إلا مع العلم مثل جحد الرجل حق صاحبه؛ فأمَّا من ينكر ما لا يعرف صحته فليس بجاحد، ونظيره قوله:(فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) أي: جحدوه فجعلوا الجحد مع المعرفة على ما ذكرنا.