للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[العبادة]

أصل العبادة التذلل، يقال؛ طريق مُعَبَّد؛ أي: موطوء مذلل، [وبعيرٌ مُعَبَّدٌ] وهو [الْمَهْنُوءٌ بالقَطِران]، ومعناه راجع إلى الأول.

والعبادة مفارقة لدوام الطاعة؛ لأنا نديم الطاعة للرسول ولسنا نعبده، والعبادة غاية الخضوع ولا تستحق إلا بغاية الإنعام، ولا يقدر على ذلك إلا اللَّه تعالى، ويقال: هؤلاء عباد الله، ولا يقال: عباد فلان إلا في القليل.

وقد جاء في القرآن: (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) وإنما جاء كذلك لأنه وقع مع إمائكم فازدوج، ويقال: عبيد اللَّه، وعباد الله أكثر، وقال بعضهم: العباد جمع عبيد.

وهو في القرآن على ثلاثة أوجه:

الأول: التوحيد، قال اللَّه: (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) أي: وحدوه، وقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) وقوله: (اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ) كذا قيل، ويجوز أن تكون العبادة هاهنا أداء الفرائض واجتناب المحارم.

الثاني: الطاعة؛ قال الله: (بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ) أي: يطيعون الشياطين، وقال: (أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ) وهم لم يعبدوا الشيطان، وإنما هو كما تقول؛ فلان يعبد فلانا إذا كان شديد الطاعة له، وما كان أيضا قصدهم طاعته؛ ولكن لما وافق أفعالهم رضاه سماها طاعة له؛ لأن الطاعة توفيق رضا المطاع.

<<  <   >  >>