وقال البلخي: الباء في قوله: (بِمِثْلِهَا)، زائدة وليس كما قال، وإنَّمَا هو على تقديم وتأخير، كأنَّه قال: يجازي بسيئة مثلها، والسيئات هنا الكبائر من المعاصي.
والمراد أن من يأتي بكبيرة من الكبائر يجازى بما يستحق عليها من غير زيادة، وهذا دليل على أنه لا يعاقب بغير ذنب؛ لأن العقاب بغير ذنب قبيح من الزيادة في العقاب.
ولا يسمى إيصال العذاب زيادة، وقيل: منه قوله: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) أنه أراد به إيصال الثواب، وقيل: هي التفضل، وقال الكلبي: الزيادة للواحد عشرة ونحوه عن الحسن - رحمه الله -.
الثاني: العذاب، قال:(فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا) وسمي العذاب، وهو فعلة سيئة، كما سماه شرا في قوله:(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ) وإنما سماه شرا وسيئة من أجل أنه مضرة، وقال الشاعر:
أنا عَلى الماء لشر موضُوع
فسمى نفسه وقومه شرا، أراد أنهم مضرة على من يزاحمهم على الماء.
ولا يجوز أن يسمى اللَّه شريرا ولا مسيئا لفعله العذاب الذي سماه شرا أو سيئة، لأن الشرير هو الذي يفعل الشر القبيح، مثل الظلم وما بسبيله.
الثالث: الضر، قال الله:(بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي) وقال: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ) أي: بالضر وسوء الحال، والبلوى من الله التكليف، وأصلها استنارة العلم بالمبلو