أصل الزبر الكتب في الحجر، ثم كثر حتى جعل كل كتابة زبرا، يقال: زبرت الكتاب كتبته، وزبرته قرأته، والزبور فعول، بمعنى مفعول، أي: هو مزبور، كما قيل: ركوية وحلوبة، وقد يقال: ركوبة، قال اللَّه تعالى.: (فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ).
وأصل الكلمة الاجتماع، ومنه قيل: زبرت البئر، إذا طويتها بالحجارة بجمعك الحجارة فيها، وزبرة الأسد الشَّعْر المجتمع على كاهله، وأسد أزبر ومزبر عظيم الزبرة، والزبرة القطعة من الحديد، قال الله:(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ).
وروى الفقير الذي لا زبر له أي: ليس له معتمد يجمع أمره، ومن ثم سُمي الزبير، وأخذت الشيء بزوبره أي: بأجمعه، والواو زائدة، ويجوز أن يكون أصل الكلمة الغلظ، ومنه قولهم: زبره إذا أغلظ له القول.
والزبر في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: الكتب، قال الله:(بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) أي: أرسلناهم بالعلامات البينات، والزبر يعني: الكتب المضمنة للأمر والنهي، وقوله:، (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ). وقال بعض المفسرين:(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) أنه يعني: بالزبور الكتب كلها، وليس بالوجه؛ لأن الظاهر لا يترك إلا بديل، ولا دليل إلا أن يكون القراءة في الزبور، جمع زبر مثل سفر وسفور، وليس ذلك المشهور، ولا ينبغي القراءة به عندنا