على جهة الثقة به، وكل برهان فيه معنى الدلالة، وليس كل دلالة فيها معنى البرهان، ألا ترى أن الاسم دلالة على معناه؛ وليس ببرهان على معناه، وكذلك هداية الطريق دلالة عليه وليس ببرهان عليه، وسمعت من يقول إنه فارس معرب، ولا أعرف ما صحة ذلك.
ويجوز أن يكون أصله من البرهة، وهي القطعة من الدهر، كأن البرهان قطعة من القول، أو هو قطع بين الحق والباطل وفصل، كما أن البرهة فصل بين الزمانين، والنون فيه زائدة، كما زيدت في " السلطان "؛ وهو من السليط.
وهو في القرآن على وجهين:
الأول: الحجة، قال الله تعالى:(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) أي: حجتكم بأن ععه آلهة، وفي النمل:(أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
الثاني. الآية " قال اللَّه تعالى:(فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ) أي: آيتان، وقال:(لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) يعني آية من آيات ربِّه.